مدَّونة علم من الكتاب

الاثنين، أكتوبر 27، 2008

اللمسة الحنونة.. لها خصائص علاجية

في احدث ابحاث الطب الجسدي ـ النفسي، أفاد باحثون اميركيون ان اللمسة الانسانية الحنونة ـ التي تختلف عن اللمسات الجنسية المثيرة للغرائز، او لمسات المساندة الشخصية البحتة ـ تخفف من التوتر وتقلل من ضغط الدم. وتضيف هذه الدراسة التي اجراها باحثون في جامعتي بريغهام يانغ في بروفو، وأوتاه في مدينة سالت لايك سيتي الاميركيتين، ونشرت في عدد شهر اكتوبر الجاري من مجلة «سايكوسوماتك ميديسن» المعنية بالطب الجسدي ـ النفسي، ابعادا جديدة الى الابحاث السابقة التي تناولت تأثير المشاعر البشرية على الصحة.
ووجد الباحثون ان التدليك، وكذلك اللمسات الحنونة، ولمسات المساندة الاخرى، تقلل من مستويات هورمونات التوتر، ومن ضغط الدم، خصوصا لدى الرجال، وهي تقوم بزيادة هورمون الأوكسيتوسين الذي يعتقد انه يعمل على التهدئة ويقاوم التوتر.
وقال جوليان هولتلانستاد البروفسور علم النفس في جامعة بريغهام يانغ ان الدراسة هدفت الى التعرف على ما اذا كانت الزيادة في اللمسات الانسانية المساندة ستؤدي الى نتائج صحية محسوسة.
وشارك في الدراسة 20 من الأزواج والزوجات ممن تزوجوا منذ 6 اشهر على الاقل. ودرس الباحثون تأثير زيادة علاقاتهم الحميمة العاطفية والجسدية،على حالاتهم على مدى 4 اسابيع.
وتم تدريب الأزواج العشرين داخل احد المختبرات، الا ان اغلب العمليات نفذت داخل منازلهم، ومنها عمليات تدليك استغرقت 30 دقيقة (للرقبة والكتفين وجبهة الرأس) اجريت ثلاث مرات اسبوعيا.
وارتدى المشاركون اجهزة لقياس ضغط الدم لديهم على مدى 24 ساعة كانت تقدم القراءات باستمرار. كما اجابوا عن اسئلة في استبيانات حول عدد المرات التي تمت فيها ملامستهم سواء بالاحتضان او التقبيل او شبك الايادي او اللمسات الحنونة الاخرى. وقارن الباحثون نتائج هذه المجموعة مع نتائج مجموعة اخرى من 14 من الازواج لم يطلب منهم اجراء مثل هذه العمليات. وقالوا ان اللمسات الحنونة تعزز فعلا الصحة خصوصا لدى الشبان والشابات. الا انهم اشاروا الى ان النتائج قد لا تلائم الازواج الكبار في السن بسبب تغير مستويات الهورمونات لديهم.
وعلقت غيل آيرنسون البروفسورة في علم النفس والطب النفسي في جامعة ميامي في كوارال غيبلز في فلوريدا على الدراسة، بانه «بينما توجد ادلة على دور التدليك في التأثير الجيد على حالات القلق والكآبة، فاننا لا نزال نجهل الاسباب البيولوجية لذلك»، فيما اشارت سو كارتر الباحثة في البيولوجيا العصبية السلوكية في جامعة الينوي في شيكاغو بان الامر اللطيف في هذه الدراسة هو اجراؤها في اجواء منزلية مريحة للمشاركين، بعيدا عن المختبرات وتأثيراتها


المصدر: صحتك

الأحد، أكتوبر 05، 2008

اضطراب الساعة البيولوجية تدفع إلي لحظات حزن مؤقتة « ساعات اكتئاب » خلال أيام العيد

بدأت معاناة وقتية لشريحة من الناس مع مناسبة عيد الفطر المبارك الذي يفترض أن يكون كله فرحا وابتهاجا وسرورا، إلا أن أزمة حزن طارئة تمر بشريحة واسعة أشبه ما تكون بـ «ساعة اكتئاب» مؤقتة سببتها جملة من العوامل الزمنية والنفسية المتراكمة.
وهنا يقول عبد الله بن محمد العتيق، وهو موظف حكومي، انه بالفعل يشعر في كل عيد فطر بحزن عارم ينتابه لم يستطع تفسيره على الرغم من توفر برنامج للاحتفال مع عائلته وأقاربه يمتد أحيانا إلى ما بعد أيام العيد الثلاثة، مشيرا إلى أن تلك حالة مستمرة معه في وقت لم تتضح له مسببات بينّة فيها سوى تأهبه لمرحلة العمل وبدء الدوام اليومي.
أما الدكتور منصور بن عبد الرحمن بن عسكر أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فيقول ان حالة «ساعة الاكتئاب» ليست بالضرورة تنتاب كثيرا من الناس إذ أن هناك من لا يشعر بها على الإطلاق. ولكن ابن عسكر عاد للتأكيد على أن تعرض الفرد لحالة الاكتئاب يختلف من بيئة إلى أخرى ومن تجمّع إلى آخر تفرضه طبيعة الأفراد وسلوكهم ومدى المدنيّة المعاشة عندهم، مفيدا أن ساعة الاكتئاب مؤقتة وطارئة ولا تدعو للقلق إذ هي نتاج تحليل داخلي لدى الفرد لواقع جديد سيفيق عليه ويتعايش معه.

ويرى الدكتور ابن عسكر في تحليله للموقف بأن العامل الروحاني والنفسي بارز هنا بشكل ملموس ورئيسي، إذ انتهى شهر رمضان المبارك الذي هو ظاهرة الجد والاجتهاد للفرد المسلم في العبادة وقراءة القرآن والصوم والزكاة وغيرها من أعمال الخير من صدقة وعمرة وخلافهما مما تسبب له في خلق إدراك جديد بأن ذلك السلوك الديني الروحي المكثف سيتراجع ويتقلص بدءا من يوم العيد. وأضاف ابن عسكر في حديثه لـ «الشرق الأوسط» أن «ساعة الاكتئاب» تطال الفرد كذلك بعد مرحلة الالتقاء بالأقارب ولحظات فرح عاشها، فحينما تزول المناسبة يرتسم في ذهنيته بدء الانخراط في العمل وانطلاق الحياة الروتينية من جديد على الرغم من بقاء عدة أيام على الإجازة الرسمية. وكان الطلاب والطالبات في السعودية تزامن أمامهم 3 مناسبات زمنية ممتدة تمثلت الأولى منها في الإجازة الصيفية التي ارتبطت مع شهر رمضان المبارك (لأول مرة منذ ربع قرن)، ومرورا بإجازة عيد الفطر المبارك قبل إعلان المكرمة الملكية بزيادتها يومين إذ يفترض أن يبدأ الطلبة في الانضمام لصفوف الدراسة في 6 أكتوبر (تشرين الأول) إلا أنهم سيبدأون الدراسة في 11 من ذات الشهر. ويلفت ابن عسكر إلى أن لاضطراب الساعة البيولوجية تأثير داعم لساعة الاكتئاب الطارئة في يوم عيد، بمرور التوقيتات الزمنية المتعلقة بأوقات الإجازة الصيفية قبل رمضان ومرورا بطبيعة رمضان وعادات النوم فيه وامتدادا إلى أيام العيد وما يصاحبها من أجواء.
ويتوقع ابن عسكر على ضوء اضطراب الساعة البيولوجية للفرد، إمكانية تعديل أوقات النوم واستعادة النشاط والحيوية الروتينية خلال يوم واحد بعد العيد لشريحة الأفراد المنظمين وأصحاب المسؤولية المهنية والاجتماعية، بينما هناك شريحة ستكون قادرة على التواؤم خلال 3 أيام للشخصية المنظمة ولكن لا تتحمل مسؤولية أو التزامات، في حين هناك شريحة لن تعدّل وضعها العام إلا بقوة الالتزام مع بدء الحياة العملية في مؤسسات المجتمع الرسمية من مدارس وقطاعات وأجهزة.

أمام ذلك، يرى الدكتور عبد الله الحريري وهو متخصص ومعالج نفسي، أن الاكتئاب إن صح التعبير بتسميته هنا هو «ثانوي»، مفيدا، أن الجانب الاجتماعي هو الأكثر حساسية من جوانب أخرى في وصف الحالة. وقصد الحريري بأن استحضار الفرد لأفراد قريبين على نفسه توفوا تعكر لحظات الفرح والابتهاج خلال العيد تدفعها ضرورة الموقف النفسي، مشيرا إلى أن الاكتئاب خلال فترات العيد أو المناسبات الاجتماعية تفاعلي تستدعيه لحظة الفرح الاجتماعية.
وأفاد الحريري في حديثه لـ «الشرق الأوسط» أن السعوديين يتميزون بمجتمع حميمي وأسري لذا يتوقع أن تكون هناك حالات طبيعية للاكتئاب في أوقات المناسبات، مبينا أن من الطبيعي أيضا وجود حالات اكتئاب شديدة تصل إلى البكاء والانعزال عن الناس.
ولم يستند الحريري إلى العامل الروحاني كثيرا في اكتئاب العيد إذ يرى بأن استحضار الأفراد المتوفين أكثر تأثيرا بينما رمضان ربما يعود سنين عديدة في المستقبل، مشيرا إلى ان القلق بمواجهة الحياة الروتينية والعودة إلى العمل أكثر وقعا في ساعة الاكتئاب الثانوية التي ربما تطرأ على بعض الأفراد.
وقال الحريري: «العودة لبيئة العمل أو المدرسة هي سبب مهم إذ لا توجد بيئة صحية تجذب للعودة إليها وتحفز للقلق واللامبالاة في الانضباط، وهو ما يكشف أن بيئة العمل والمدرسة لا تزال غير صحية ولا بد من إعادة النظر فيها بعمق».

المصدر: الشرق الأوسط


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب