مدَّونة علم من الكتاب

الأحد، سبتمبر 18، 2005

المعالجة الذهنية

هي مجموعة الوسائل العلاجية التي تتعامل مع الحالة العقلية والحالة النفسية للمريض على أساس إما إنها هي التي سببت حصول الحالة المرضية البدنية أو الحالة المرضية النفسية، أو إنها تساهم في علاج هذه الحالة أو تلك.
ويختلف هذا الفصل عن الفصول التي سبقت بأمرين : الأول هو أن العلاجات التي سنذكرها في هذا الفصل مكملة للعلاجات السابق ذكرها لأهمية الحالة النفسية في علاج جميع الحالات المرضية كما سنوضح ذلك، والثاني هو أنه يتضمن عدة طرق علاجية مما يجعل تبويبه بشكل مختلف قليلاً عن الفصول التي سبقت أمراً لا بد منه.
أسباب المرض :
إن حجر الزاوية في كل العلاجات البديلة هو إن الشفاء يحصل من الداخل وإن الجسم يعالج نفسه. ولكن، قبل أن يصبح ذلك ممكناً لا بد من معرفة أسباب المرض، وإلا لم يكن ممكنا غير إزالة الأعراض مؤقتاً كما هو الحال في الطب المتداول والذي فيه لا في الطب البديل ليس هناك ضرورة لمعرفة أسباب المرض، أي ليس ذلك من مسؤولية المريض إضافة إلى عدم معرفة الطبيب بأسباب الكثير من الأمراض، أعني حتى على أساس الأفكار المنتشرة عنده وليس المعرفة الحقيقية والتي يرى الطب البديل أن الطب المتداول لا يمكن أن يوفق إليها لأن أساس نظرته إلى الأمور غير صحيحة.
وللوصول إلى ذلك الشفاء الحقيقي والدائم لا بد من أمرين :
1- معرفة أسباب المرض على جميع المستويات، البدنية والعاطفية والروحية.
2- وجود رغبة للاستسلام للحكمة العميقة في دواخلنا وإجراء كل بديل إيجابي يبدو أنه قد يساعد.
وبدون هذه النظرة الشاملة ليس هناك ضمان بأن يتحقق الشفاء الكامل والدائم في الكثير من الحالات. فحتى العلاجات الطبيعية كالأعشاب والأنظمة الغذائية الصحيحة قد لا تكون فعالة إذا لم يصاحبها مزاج جيد للشفاء. وهذا المزاج الصحيح يأتي عندما نختار أخيرا أن ننظر إلى مشاكلنا من منظار أكبر، أي إنها عملية إعادة تكيف وتعديل أو إنها دروس قيمة يجب أن نتعلمها.
من الضروري أن ندرك أن هناك جانب إيجابي في كل مرض. فالمرض يخبرنا عن مقاومتنا وعن عدم التوازن الموجود ويمثل البؤرة التي ننطلق منها لمعرفة كل الطاقات السلبية التي زرعت فينا. وفي عملية الشفاء، نتعلم الدروس ويعود الجسم إلى التوازن الكامل. إذا لم نستطع أن نر الجانب الإيجابي في المرض لن يكون باستطاعتنا أن نتخلص من الجانب السلبي.
ويرى أخصائي العلاج بالأعشاب والغذاء "مايكل تييرا" إننا نضع أنفسنا في مواقف تؤدي إلى المرض، وبالتالي إننا نحن الذين نتسبب في أمراضنا لعدة أسباب :
1- لننمو ونتعلم.
2- لنساعد على تربية الحنان والشفقة في أنفسنا وفي الآخرين.
3- لندفع الديون المستحقة.
4- لنوفر سبباً للموت إن وقع.
5- للحصول على الحب والاهتمام.
وأنت ترى إن هذه الأسباب لا تتضمن تلك الأمور التي ذكرناها مسبقا كالنظام الغذائي غير المناسب وغير الصحي، أو الحوادث أو كل الأسباب التي تذكر عادة في كتب العلاجات الطبيعية. فهنا يكون النظام الغذائي غير الصحي والحوادث والإهمال انعكاسات للمرض وليست أسبابا له. فهي، مع الأعراض البدنية التي لا بد وأن تعقبها أعراض للمرض. وبعد حصول الشفاء، بالوسائل الطبيعية بالطبع، يصبح المريض الشافي أقوى مما كان عليه قبل المرض، فهو قد عرف نقاط ضعفه فأبدلها بقوة حقيقية. لذا ترى أن الوسائل العلاجية القديمة، أو القدماء أنفسهم، كانوا يحافظون على المريض بالأعشاب والأغذية والصيام وغير ذلك أثناء قيام الجسم بشفاء نفسه بنفسه داخلياً وبشكل كامل بدنياً وعقلياً وروحياً. فكل محاولة إعطاء دواء يوقف من هذه العملية الطبيعية كانت تعتبر تدخلاً بعملية الشفاء المتولدة ذاتياً في المريض .
لذا فإن أي عملية علاج يجب أن تحسب حساب النمو الروحي للمريض ، فالمرض يمنحنا فرصة لكي نرفع من ضمائرنا . إن عملية الشفاء انعكاس لاستيقاظنا الجديد .
ويذهب الدكتور " ادوارد باخ " الذي سنتكلم عن علاجاته الزهرية في هذا الفصل إلى نفس المعنى فيقول بأن المرض وسيلة تصحيحية ليس إلا ، وهو ليس أمراً قاسياً أو انتقامياً وإنما هو إجراء اتخذته الروح لكي تدلنا على أخطائنا ، وللحيلولة دون ارتكابنا للمزيد منها ، ولمنعنا من أحداث عطب أكثر ، ولجلبنا من جديد إلى طريق النور والحقيقة والذي كان يجب علينا ألا ننحرف عنه .
وهذه المفاهيم مفاهيم إسلامية صرفة خرجت من أفواه أشخاص مؤمنين صلبين في إيمانهم على الرغم من كونهم غير مسلمين . فالنبي (ص ) قال للرجل الذي سبّ الحمى التي يشكو منها ( لا تسبّها فإنها تنقي الذنوب كما تنقي النار خبث الحديد ) ، وعنه (ص ) أيضاً ( حمّى يوم كفارة سنة ) . فالحمّى هنا عقاب على الأعمال أو دفع الديون المستحقة كما يقول ( تييرا )، أو هي محاولة من الروح لتنبيه المريض ومنعه من ارتكاب المزيد من الأعمال الطالحة كما يقول ( باخ ) .
وورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم) أحاديث أخرى بهذا المعنى منها :
1- (( لا يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه وحتى الشوكة يشاكها إلاّ كفّر الله بها خطاياه )).
2- (( أعجبت للمؤمن من جزعه من السّقم ، ولو يعلم ما له من السقم لأحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله)) .
3- (( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم )) .
4- (( ما من مسلم يصيبه أذى إلا حطّ الله خطاياه كما تحطّ الشجرة ورقها )).
وأنت ترى من هذه الأحاديث الشريفة إن المرض هو تنقية وكفارة فهو يتضمن إذاً جانباً إيجابياً إلى جانب الجانب السلبي وهو الآلام والأعراض الأخرى . كما إن هذه الأحاديث تسلية لقلب المريض إذ يعلم أن هناك فائدة وأي فائدة من وراء هذه المعاناة . فهذه الأحاديث وسيلة علاجية بحد ذاتها ، إضافة إلى كونها تبياناً لفلسفة الألم .
وقبل أن ننتقل إلى الطرق العلاجية نذكر إن الإسلام اعتنى عناية بالغة بالتأثير النفسي على الصحة والمرض . فقد وردت أحاديث شريفة تعلم الناس كيف يتصرفون في حالات كثيرة كالغضب والهم والخجل والفرح ( فقد يقتل الفرح الكثير ) كقول النبي (ص ) : (( إذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً - أي الغضب - فإن كان قائماً فليجلس أو جالساً فلينم فإن لم يزل بذلك فليتوضأ بالماء البارد أو يغتسل فإن النار لا يطفيها إلا الماء ))، ويقول جعفر بن محمد الصادق (رض ) (( الغضب مفتاح كل شر )) . وورد في الحسد عن الصادق ( رض ) (( لا يطمع الحسود في راحة القلب )) وعدم وجود راحة القلب داء بحد ذاتها ، ثم هي تقود إلى ما بعدها . كل ذلك لاهتمام الإسلام بهذه الحالات النفسية الدال عليه ما ورد عن النبي (ص ) وأئمة المسلمين كقوله (ص ) (( من كثر غمه سقم بدنه )) وهذا ظاهر المعنى في الأثر السلبي للحالة النفسية السيئة.

الطرق العلاجية
1- التصوير الذهني الخلاّق
أقسـام الدماغ
تتم عملية التصوير الخلاّق في الدماغ ، ففي الدماغ تخلق الصور ، إلاّ إنّه يتوجب علينا أن نتعلم من جديد كيف نقوم بذلك بكفاءة . ويقسم الدماغ ، كما أوضحت الملاحظات الأخيرة ، إلى قسمين يعملان بطريقتين مختلفتين . فعمليات المنطق والتسبيب والرياضيات والقراءة والكتابة واللغات والتحليل تتم في القسم الأيسر ، في حين تتم عمليات التعرف والتناغم والصور البصرية والخلق والتركيب والأحلام والعلامات والعواطف في القسم الأيمن .
فعملية حسابية لإيجاد حاصل جمع رقمين مثلاً تتم في القسم الأيسر ، في حين إن عملية تذكر شكل أحد الشوارع تتم في القسم الأيمن . وإن عمليات التصوير الخلاّق (( CREATIVE VISUALIZATION )) التي نبحثها في هذا الفصل تجري في القسم الأيمن من الدماغ . فعند الرسام أو النحات أو الشاعر يكون القسم الأيمن هو المهيمن ، في حين أن القسم الأيسر يكون هو المهيمن عند الفيزيائي أو العالم الرياضي . وهناك حالات يكون فيها القسمان يعملان بتوازن كما في حالة أولئك القدماء الذين كانوا يبرعون بنواحي الفن والرياضيات أو الطبيعيّات في آن واحد والذين يوجد منهم عدد أقل في هذه الأيام بسبب التخصص الشديد .
الاســترخاء
لا تبدأ أي عملية تصوير ذهني خلاق إلا بعد أن تصبح في حالة استرخاء تام . ويمكن الوصول إلى ذلك بطرق مختلفة منها التنويم المغناطيسي الذاتي . وعلى أية حال يجب أن تصبح عيناك مغمضتين ، وتنفسك بطيئاً ومنتظماً ، وعضلاتك مرتخية . ولا يهم أن تكون مستلقياً على سرير أو جالساً على كرسي . وفي حالة الجلوس على الكرسي ليكن ظهرك مستقيماً وقدماك مبسوطتان على الأرض ويداك في وضع مريح .
عملية الاسترخاء
أولاً ، استلق على سرير أو أريكة أو اجلس على كرسي ، ثم أغلق عينيك وابدأ بالتنفس ببطء وانتظام . ثم ابدأ بتكرار الجمل الآتية في قلبك مرة أو مرتين أو ثلاث مرات لكل جملة ، وركز في ذهنك أثناء ذلك على ذلك الجزء من جسمك الذي تشير إليه الجملة . فمثلاً عندما تقول ( ارخ اليد اليسرى ) ركز في ذهنك على اليد اليسرى ، وهكذا لباقي أجزاء الجسم .
( إنّ أقدامي مسترخية تماماً ، قدمي اليسرى مسترخية تماماً ، كاحلي الأيسر مسترخ ، وأثناء استرخاء قدمي اليسرى فإني أصبح مسترخياً أكثر فأكثر . والآن ، فإن عضلة الساق تصبح مسترخية تماماً ، مسترخية حقاً. وينتشر الاسترخاء إلى أعلى ساقي الأيسر وفخذي الأيسر . والآن ، فإن ساقي الأيسر كله قد أصبح حقاً مسترخياً تماماً ) . كرّر نفس الشيء ، بعدها ، للساق الأيمن .
( والآن ، ينتشر الاسترخاء إلى أعلى جسمي . أصبح حوضي مسترخيا ًتماماً، وكل عضلات بطني مسترخية ، نعم إنها مسترخية حقاً . أحسّ بالدفء والاسترخاء والراحة ، فكأن هناك شمس في قعر معدتي تشع بالدفء الذي ينتشر في كل جسمي . والآن تسترخي عضلات صدري وتصبح مسترخية جداً جداً . إن كل جسمي يصبح مسترخياً ). ( تسترخي الآن عضلات أكتافي وتصبح مسترخية تماماً ، كما هو حال جميع عضلات جسمي التي ستستمر باسترخائها . والآن تسترخي عضلات ذراعي الأيسر وتصبح مسترخية حقاً . أصبحت الآن يدي اليسرى مسترخية تماماً ، كما هو حال باقي أجزاء جسمي ) .

كرّر نفس الشيء ، بعدها ، للذراع الأيمن واليد اليمنى .
( تسترخي الآن عضلات رقبتي . نعم إنها تصبح مسترخية حقاً . ويذهب كل الشد الموجود في رقبتي وتصبح العضلات مسترخية . نعم ، أصبحت كل العضلات في خلف الرقبة مسترخية تماماً . وتسترخي الآن عضلات وجهي وأذني وما حول عيني . وتسترخي عضلات الحاجبين ، نعم ، كل عضلات وجهي ورأسي تصبح مسترخية جداً ، كما هو حال باقي أنحاء جسمي ) .
وهذا الشكل من الاسترخاء ليس هو الشكل الوحيد ، فهناك عبارات أخرى أو كلمات أخرى يمكن استعمالها . فمثلاً تستطيع استعمال كلمة ( ثقيلة ) بدلاً من كلمة ( مسترخية ) ، كما تستطيع استعمال كلمة ( دافئة ) إضافة إلى هذه أو تلك . وليس هناك إلزام في اتجاه التحرك ، أعني أن تبدأ من القدمين أو من الذراعين ، كما ليس هناك فرق بين أن تبدأ بجهة اليمين أو اليسار.
ولن تستغرق منك العملية كثيراً ، فهي تستغرق أقل مما يبدو من
الشرح في أعلاه . المهم أن تنفذ التعليمات وتركز بشكل تام بعيداً عمّا يمكن أن يشوش ذلك مما يحتم أن تجلس في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء . وبعد أن تصبح مسترخياً تماماً تستطيع البدء بعملية التصوير الذهني التي تمارسها .
التصوير والتخيل
هناك في كل إنسان قابلية على التخيل وخلق الصور في مخيلته ، في ذهنه . ولتنمية هذه القابلية وتطويرها يجب أن نقوم بما يلي : أولاً التدريب على عمل صور ذهنية ، وثانياً تطوير المهارات التخيلية .
1- الصور الذهنية
وتنقسم هذه إلى عدة أقسام هي :
1 - صورية ( VISUAL ) . أغلق عينيك وتدرب على خلق الصور التالية في عيني ذهنك :
- أرقام مكتوبة على لوحة.
- حروف أو كلمات مكتوبة على لوحة.
- دائرة ملونة .
- مثلث ملون .
- مربع ملون .
- هلال .
- نجمة .
وإذا كانت هناك بعض الصعوبة في خلق هذه الصور ارسمها على ورقة بيضاء كبيرة ، ثم انظر إليها لعدة دقائق ثم حاول تصويرها في ذهنك .
2- صوتية ( AUDITORY ) . تخيل في ذهنك الأصوات التالية ، وإن وجدت صعوبة في ذلك تخيل مشهداً تكون هذه الأصوات جزءاً منه :
- جرس .
- صوت يناديك باسمك .
- أطفال يلعبون .
- المرور في شارع .
- القطار .
- صفارة الباخرة .
3- حركية ( KINESTHETIC ). تخيل أنك تقوم بالحركات التالية :
- المشي .
- الركض .
- السباحة .
- قيادة السيارة .
- قطع الأخشاب .
4- لمسية ( TACTILE ) . تخيل إنك تقوم بما يلي :
- المصافحة باليد .
- التربيت على طفل .
- وضع يدك .في الثلج .
- وضع يدك تحت الماء الجاري .
- تحريك أصابعك على صوف ناعم .
5- ذوقية ( GUSTATORY ) . تخيل أنك تتذوق ما يلي :
- طبقك المفضل .
- برتقالة .
- آيس كريم .
- شراب حار .
- تمرة أو تينة .
6- شميّة ( OLFACTORY ). تخيل أنك تشم ما يلي :
- عطر .
- نفط .
- خبز خارج توّاً من الفرن .
- خشب .
- نعناع .
- زهرة .
كانت هذه أمثلة ليس إلاّ ، إذ تستطيع أن تتخيل ما شئت . المهم هو أن تتدرب عليها بأن تتصور نفسك في ذلك المشهد وأنت ترى أو تشم أو تتذوق أو تفعل ما أنت تتخيله . ركز تماماً وعد إلى المشهد كلما تشوش تفكيرك .
2- تطوير المهارات التخيلية
وهذا أكثر صعوبة من الأول . والمطلوب هنا أن تصبح طفلاً ! ! فالطفل ، وكلنا كنا أطفالاً يوماً ما ، له قابلية على خلق القصص التي يحب أو التي شاهدها ثم يطلب منه أن يعيدها . وأفضل طريقة هنا هو أن تتدرب على لعب بعض الأدوار . وكأمثلة على ذلك ما يلي :
- عنترة أو هرقل أو شخصية أخرى من تراثك .
- أرنب أو حصان أو أي حيوان.
- طير كالحمامة أو الصقر .
- حاسبة إلكترونية ( كومبيوتر ) .
- ورقة نقدية .
وتمثل هذه وشبيهاتها الأساس للكثير من الروايات والمسرحيات والقصص الأسطورية أو الحقيقية .
التخيـّل والإرادة
ليست الإرادة مكافِئة للتخيل القوي ، فهما إن كانا في صراع فإن التخيل لا بد وأن ينتصر . والقليل يعرف عن التخيل ، وأقل منه عن الإرادة . فالإرادة هي القوة الداخلية التي تعطي التوجيه والغاية فيما نعمل. فهي تمثل الوسيلة التي تجمع كل الطاقات الجسمانية والعواطف والدوافع في علاقة تعاونية وهادفة .
وحسبنا في هذا الفصل أن نذكر إن الإرادة تستطيع أن توجه التخيل في طريق هادف من أجل بلوغ هدف معين. وعندما لا يكون لشخص ما فكرة واضحة عن غاية الإرادة ، فمن الممكن أن تتوجه الإرادة وقابلية التخيل إلى هدفين متضادين . وعندما يحدث ذلك ، يصبح الشخص محكوماً بقدرته التخيلية أكثر من إرادته ، وهذا صحيح بالخصوص في حالة كون التخيل يعمل بصورة سلبية .
الألم ومحاربتـه
ليس ممكناً معالجة جميع الحالات المرضية بواسطة التصوير وما إلى ذلك ، ولكن يمكن أن يساعد التصوير الخلاق والاسترخاء في العلاج . أما إذا كان المرض سببه العقل فيمكن عندئذ توقع إمكانية تحقيق الشفاء بهذه الطرق الذهنية.
ويلعب الاعتقاد بإمكانية حصول الشفاء دوراً هاماً فيه . فإنه من الضروري أن تعتقد بأنك تستطيع معالجة نفسك وتحقيق الشفاء مهما أخبرك الطبيب بعكس ذلك وإذا كنت شاكاً بنجاح الطريقة العلاجية فأمامك طريقين: إما أن تنسى الموضوع وإما أن تجرب ولكن بعقل مفتوح قدر الإمكان . ثم إنه من الضروري أن تحاول أكثر من مرة، فأنت تتعلم شيئاً جديداً وهو ما لا يجوز أن تتوقع أن تتمكن منه في أول محاولة .
إن الألم عارض مشترك في عدة أمراض ، ونحن لا نعرف الكثير عنه . وقد ذكرنا بعض النظريات في ذلك عند الكلام عن المعالجة بالإبر الصينية ولا أريد أن أكرر . ونقول هنا إن الألم قد يكون متسبباً عن حدوث عدم توازن في الإيعازات العصبية من خلال الحبل الشوكي من الدماغ إلى الأجهزة وبالعكس . وبما أننا نستطيع نسيان الألم غير الحاد عندما يتوجه انتباهنا إلى أمر مهم فإن احتمال الألم يعتمد على عوامل نفسية ، في حين أن مستوى الألم يعتمد على عوامل بدنية . ومهما كان الألم شديداً فإننا لا يمكن أن نستطيع الاعتياد عليه كما نستطيع أن نعتاد على الصوت المتكرر مثلاً . وتكلمنا عن المورفينات الطبيعية وهي الأندورفينات وكيف أنها تفرز من الدماغ لتسكين الألم.
وتجدر هنا ملاحظة ، وهي إن المعرفة بتشريح الجسم وكذلك المعرفة بكيفية حصول الألم تفيد كثيراً في التصوير الذهني لأن الصور التي ، تخلقها تكون أكثر تعدداً وأقرب إلى الواقع كلما ازددت معرفة بالتشريح والألم . وهذا ينطبق تماماً على الأمراض عموما ، أعني أعراضها الأخرى بالإضافة إلى الألم . فكلما ازدادت معرفتك بكيفية حصول مرضك وتأثيره في جسمك كلما كنت أكثر تمكناً في تصوير الحالة إلى أقرب ما يمكن من الحقيقة . وتستطيع ، في هذا المجال ، اقتناء كتاباً في تشريح الجسم فهو مفيد وإن كان بسيطاً ، وكذلك سؤال الطبيب أو دارسي الطب أو المعالج عن تأثيرات الحالة المرضية التي تعاني منها على مختلف أجهزة الجسم ، سواء أ كان هذا التأثير منظوراً كتضيق الشرايين وتكلس المفاصل أو كان تأثيراً لا يرى بالعين المجردة .
محاربـة الألـم
كما ذكرنا مسبقاً يجب ، قبل الشروع في التصوير ، الوصول إلى حالة الاسترخاء التي أعطينا عنها مثالاً يمكن اتباعه . والاسترخاء بحد ذاته مخفف للألم وذلك لسببين ، الأول هو أن تقلص العضلات يسبب ألماً لأنه يؤدي على الأغلب إلى إفراز مادة تسبب الألم . أما الثاني فلأن حالة الاسترخاء مع التصوير تزيد من توقع النجاح وهو ما يلعب دوراً مهماً جداً في هذه العملية . ونحن نعلم بأن الألم مرتبط بالعواطف ، لذا فإن كان التوقع سلبياً يصبح الألم صعب المقاومة إذاً عليك أن تؤمن بكل قلبك بالنجاح لكي تناله .
والآن ، فإن الطريقة هي باختصار أن تتصور الألم إنساناً أو مخلوقاً آخر . بعدها تتكلم معه وتسأله أسئلة مختلفة، وحتى يمكن أن تسأله كيف تتخلص منه . فالذي تفعله هو أن يتعامل القسم الأيمن من دماغك بخلق الصورة أولاً ثم بالكلام معها ثانياً وكما يحصل في الأحلام . ويحكي ( رولاند شون ) عن تجربة شخصية له تنفع هنا كمثال توضيحي .
فقد التوى عموده الفقري في مناسبة بسيطة ، وبعد ثماني سنوات كان لا يزال يعتقد بأن الألم لم يكن بدنياً تماماً ، وإثما هناك جانب نفسي . اعتقد بأن للألم علاقة بإحساسه بالذنب من تغييره عمله . وقد أثبتت الأبحاث أن الرغبة بالانتقام من النفس من الممكن أن تؤدي إلى أشكال عديدة من الألم. فحتى لو زال السبب البدني فإن الألم يستمر لأن المريض يحتاج إلى الألم . والذي فعله شون هو القيام بعدة جلسات تصويرية و كالآتي :
الجلسة الأولى
تصوّر الألم كقطة كبيرة متوحشة وغاضبة لها أسنان هائلة وهي تسحب عموده الفقري . ثم جاءت طيور بيضاء وحاولت أن تطرد القطة إلا أنها لم تفعل وكانت تعود إلى العمود مرة بعد أخرى .
والغاية هنا هو تصوير الألم كمخلوق . ويحسن أن تترك العقل الباطن أن يختار ، وارض باختياره من غير أن تحاول أن تختار بين صور متعددة . كما أن كون المخلوق بصورة مخيفة وغاضبة يتواءم مع الألم ، وقد تكون الطيور البيضاء كناية عن كريات الدم البيضاء . وأخيراً،كانت صورة القطة واضحة تماماً في حين كان عدد الطيور قليلاً لا يفي بالغرض .
الجلسة الثانية
تكلّم مع القطة وسألها ( لماذا أنت هنا ؟ ) فأجابته بأنه يستحق أن يلقن درساً لأنه ترك عمله . ثم سألها ( أليس ما عانيته لحد الآن كافياً ؟ ) فأجابت ( نعم ) . ثم قالت بأنها لن تذهب طواعية وإنما يجب أن تطرد ، كما أنها متضايقة من وجود هذه الطيور . فسألها ( كيف أتخلص منك ، هل بأن تبتلعك كريات الدم البيضاء ؟ ) . ثم أرسل إليها مجموعات من كريات الدم البيضاء ، كمجموعات الجراد ، بحيث أصبحت القطة مغطاة بها بشكل كامل . ثم إن المنطقة غسلت ، وجاء رجال صغار يحملون بعض الماء الذي رشقوا به المنطقة لينظفوها من الالتهاب والفضلات.
كان المشهد غير واضح ، وكان في أثنائه إشارات عاطفية مريحة وفي بعض الأحيان ذهاب الشد في عضلات المعدة . لاحظ هنا أنّ الأسئلة لم تكن مهيأة سلفاً بل إنها كانت وليدة المشهد . ولاحظ أيضاً كم هي إيجابية هذه الجلسة مقارنة مع الأولى . وبالفعل استطاع أن ينام في تلك الليلة أفضل من المعتاد ، كما استيقظ بحالة عقلية أفضل، على الرغم من وجود الألم .
الجلسة الثالثة
هاجمت الكريات البيضاء مرة أخرى القطة التي أصبحت خائفة وصغيرة . ثم جاء فريق من رجال صغيري الحجم وغسلوا ألياف عصبية وبدءوا عملية تصليح . وكانوا يغنون ويلعبون أثناء العمل حيث كانوا يتزحلقون على الألياف العصبية . وفي بعض الأحيان كانوا يدخلون مقطعاً جديداً وفي أخرى كانوا يربطون أطراف الألياف لعمل توصيله . كان هذا مشهداً إيجابياً للغاية مع كل الإشارات إلى أن الجسم بدأ بتصليح نفسه . وفي هذا المشهد تصبح معرفة تشريح الألياف العصبية مفيدة . وفي المشهد الرابع لم تظهر القطة بل ظهر رجل لم يكن غاضباً بل كان في الحقيقة حذراً .
الجلسة الرابعة :
سأله عن ماذا يفعل، فأجابه بأنه يريد سحب الأعصاب بعيداً عن العظم الخارج. عندها طلب أن يتم التصليح، فجاء رجال وجلبوا معهم حبالا وبكرات لجذب العظم. ثم دلكوا المنطقة ببعض المراهم وسحبوا الأعصاب برفق . ثم سألهم ( هل يمكن عمل أكثر من ذلك الآن ؟ ) فقالوا له ( لا، ليس الآن، ولكن تستطيع أن تدفئ المنطقة ). ثم جاء رجل بيده مصباح حراري وبدأ يمرر اللهب على المنطقة، بعدها طلب منه أن يطفيه لأنه يريد أن ينهي الجلسة.
في هذا المشهد كان التصليح هو الأساس، فالأمر المهم هنا هو أن تجمع جميع دفاعات الجسم لتعمل من أجل منفعتك. وكان اللهب أو الحرارة صورة ذهنية لعلاج حقيقي إذ إن زيادة حرارة المنطقة يزيد من الدورة الدموية فيها مما يساعد في العلاج.
وآخر أمر يجب ملاحظته والاهتمام به هو ضرورة أن ترى نفسك، قبل إنهاء الجلسة، خالياً تماماً من الألم وكل الأعراض الأخرى أي خالياً من المرض، وإنك أصبحت قادراً على أن تفعل كل ما تحب أن تفعله. يجب أن ترى بعين عقلك حالتك التي تحب أن تكون عليها وليس أن تتحسن وأنت في وضعك الحالي. إن العقل الباطن يعمل على ضوء مبادئ متعددة، وبرؤيته للنتيجة النهائية، أي زوال الألم، يقوم بعمل برامج معينة لتحقيق ذلك. وهذه البرامج هي برامج هادفة وليست خادعة.
المرض ومحار بته :
يمكن أن تكون الخطوات اللازمة للتصوير الذهني لأجل معالجة المرض ( سواء كان مصحوباً بألم أو لا ) كالآتي:
1- أدخل في حالة الاسترخاء كما شرحنا سابقاً.
2- تصور مرضك بأي شكل مناسب، وإذا كان ذلك عسيراً يمكن استعمال شاشة التلفزيون في تصوره كما سنبين ذلك فيما سيأتي. المهم أن تحاول أن تتصور المرض بكل حواسك.
3- تصور الشفاء يحصل بأوضح ما يمكن. لا تخش أن يكون غريب الشكل. أدخل في الصور الذهنية وسائل العلاج الجسمانية الطبيعية ككريات الدم البيضاء وكذلك العلاج الخارجي كأقراص الدواء أو أي علاج من الطبيب أو المعالج.
4- نظف وتخلص من كل الأوساخ والفضلات غير المطلوبة. تصور موقع المرض نظيفاً وخاليا من المرض.
5- تصور نفسك خالياً من المرض، وإنك تمارس حياة طبيعية نشيطة. أيضاً تصور نفسك سعيداً وسليماً.
6- هنيء نفسك ( أي عقلك الباطن ) و اشكرها على مساعدتك على الشفاء.
7- استيقظ. يجب تكرار هذه العملية كثيراً، وكلما كان المرض أكثر خطورة كلما كان التكرار المطلوب أكثر. وأفضل وضع هنا هو الاستلقاء على السرير. ولعل أفضل وقت لممارسة هذه العملية التصويرية هو في المساء قبل النوم لأنك ستأتي بأحلامك إلى العملية الشفائية كنتيجة.
وإنه من المفيد جداً تعلم ماهية مرضك، أعني موقعه وفي أي الأنسجة يؤثر وما شكل التأثير وما هو الفرق بين صورتي الموقع المصاب في حالتي الصحة والمرض. وهنا يمكن سؤال الطبيب عن ذلك والطلب منه أن يرسم لك رسما تخطيطياً بسيطاً للذي يحصل.
وأكثر خطوة تصويرية هي الخطوة الثالثة، ففي هذه الخطوة يجب تصور الشفاء. وكلما كانت الصور الذهنية أكثر غرابة كلما كانت النتائج أفضل . إن الرمزية أهم هنا من كونها واقعية أو لا، فالهدف هو إبقاء فكرة الهدف المؤمل هي العليا، والهدف هو الشفاء الكامل.
بعض الأفكار في تشكيل الصور :
بما أن الألم يحصل بعد أن يصل الإيعاز العصبي بذلك إلى الدماغ، إذا فإن أفضل وسيلة لعمل ذلك هي قطع العصب الموصل، بذهنك طبعاً تصور مقصا يقطع ذلك العصب وينهي المشكلة. تصور المقص كبيراً وحاداً تماماً وواضحاً جداً، وكذا باقي أجزاء الصورة. كما يمكن أن تتصور سمكات تلتهم المادة الكيمياوية التي تنقل الإيعاز الكهربائي بين الأعصاب.
تصور التغير الذي يحصل للألم. كيف أن لونه يتغير من الأحمر أو البرتقالي مثلاً إلى الأخضر الباهت مثلاً في نهاية جلسة التصور الذهني. وكيف إن حرارة المنطقة تهبط. وتصور أيضاً شكل الألم ونوعه وكيف إنه يتغير ليصبح محسوساً في منطقة أصغر فاصغر إلى أن يزول.
رسم تصور مقصاً كبيراً يقطع العصب الذي ينقل إيعاز الألم
رسم تصور سمكاً صغيراً يأكل الفضلات الدهنية أو السامة لينقلها بعيداً عن منطقة المرض
ومن الأمور المفيدة دائما هنا هو صورة كريات الدم البيضاء وهي تشارك في محاربة المرض، لوحدها أو بالتعاون مع وحدات قتالية أخرى ! ! يجب أن تكون هذه الوحدات القتالية هائلة الكمية بحيث لا يستطيع المرض أن يتغلب عليها. وإذا كنت تتناول دواء اً ما فاجعل جيشك في عدة أقسام. فقد تكون الكريات البيضاء هي وحدات المشاة في حين تمثل أقراص الدواء وحدات المدفعية. وبعد انتهاء المعركة لصالحك، كما هولا بد من حدوثه، تصور المنطقة نظيفة من الفضلات. وقد يكون ذلك برشها بالماء ثم تصريف الناتج القذر إلى وحدة تصريف كالكليتين ( كما هو الواقع ) أما رش الماء نفسه فقد تقوم به وحدة عسكرية أخرى أو وحدة إطفاء أو غير ذلك.
وهناك ملاحظتان مهمتان، الأولى هي وجوب أن تشكر نفسك على تعاونها، بالضبط كما تشكر أي شخص آخر يعينك في أي أمر. وهذا العمل، أي الشكر، مهم جداً وضروري في كل عملية تصوير ذهني تقوم بها. أما الملاحظة الثانية فهي إننا لا نقترح هنا أن تتجاهل الألم والمرض فإنهما علامات مؤشرة على خلل لا بد من التعامل معه بوسيلة علاجية ناجحة للتخلص منه. إلا أن الكثير من الألم والمرض غير ضروري وقد يكون إشارة عاطفية أو نفسية لسبب ما. فمثلاً في حالة وجع السن أو المعدة أنت تعرف بأن عليك أن تزور طبيب الأسنان أو الباطني، ولكن حتى ذلك الحين فإن تخفيف الألم بهذه الوسائل ( أو غيرها التي مرت في فصول الكتاب ) يعد أمراً حسناً بل ومطلوباً من أي إنسان يعاني.

استعمال شاشة التلفزيون :
بما أن التلفزيون أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس، فلا باس من استعماله لفائدتهم العلاجية. ويدخل ذلك بعد أن استرخيت حيث تتصور جهاز التلفزيون أمامك، ثم تقوم بفتحه وتصور ما يمكن أن تراه على شاشته. تصور المرض بأي صورة كانت وابدأ بتصور العلاج كما شرحنا أعلاه. وتستطيع أن تتصور ما يمكن أن تراه عادة في أفلام التلفزيون كتصور طاولة العمليات وأنت مستلق عليها والأطباء يحيطون بك من كل جانب ويجرون لك العملية التي ستساعدك على الشفاء. واستعمل تغيير المشاهد كما يحصل في التلفزيون كأن تتغير الصور من اليمين إلى اليسار، وإن شئت غير القنوات ! والمهم هنا أن تسمع وترى وتحس بالمشاهد وبأوضح ما يمكن. الغاية هي صنع صور، أو مشاهد، مرتبطة مع بعضها ومتسلسلة بشكل يؤدي في النهاية إلى الهدف المطلوب في المشهد الأخير وهو الشفاء الكامل. وما تقوم به ليس تفكيرا تفاؤلياً كما قد تظن أو يظن بعض الناس، وإنما هو تصوراً موجهاً بالهدف الذي تسعى لتحقيقه. ولنجاح هذا التصور الموجه بالهدف يجب أن ترغب في الشفاء، وأن تؤمن بأن الشفاء ممكناً، وأن تتوقع الشفاء. ويجب أن يتضمن التفكير الإيجابي هذه العناصر الثلاثة : الرغبة، والإيمان، والتوقع.
البحث الداخلي :
إحدى الصعوبات التي يواجهها المريض في الكثير من الأمراض هي معرفة موقع المرض. فالألم في الكتف أو الساق مثلاً ليس من الضرورة أن يكون مصدره الكتف أو الساق. وهنا يمكن أن تستعمل التصوير الذهني للبحث عن موقع المشكلة.
والفكرة بسيطة وواضحة وهي الدخول في الجسم، والبحث في داخله، ثم الخروج منه.
وبالطبع، عليك أن تسترخ أولاً كما شرحنا سابقاً، ثم تغير حجمك لتصبح صغيراً وإلا لم يمكنك أن تدخل في داخل جسمك! وقد تم عمل بعض الأفلام السينمائية لنفس الفكرة كما في فيلم "إسحاق أزيموف " وفلم "يوسف شاهين ". ففي الأول تدخل مجموعة من الناس إلى داخل جسم المصاب بسرطان الدماغ حيث يحقنوا وهم في داخل مركبة مناسبة في مجرى الدم. ثم يقضوا على الورم السرطاني باستعمال أشعة الليزر ثم يخرجوا من العين.
قم أنت بنفس العمل. ادخل جسمك من خلال مجرى الدم كما في الفلم، أو من خلال أماكن أخرى كفتحة الأذن أو الأنف. وبعد أن تصبح في الداخل، ألق نظرة على الجدران المختلفة للأوعية وعلى الأنسجة والتي ستكون متصورة بشكل أفضل إذا كان لديك معرفة أكبر بها.
استعمل الرحلة الأولى للتعرف على داخل جسمك، و أهمل أمر المرض. ثم ابدأ بالتعامل مع المرض في الرحلات التي تليها. وهذا التمرين، كالتمارين الأخرى، يصبح أكثر سهولة بالمداومة عليه.
وسائل مساعدة :
هناك وسائل تساعد على عمل تمارين الاسترخاء وجلسات التصوير الذهني كالأشرطة المسجلة والجلسات الجماعية. ففي الأشرطة المسجلة يوجد تسجيل صوتي لشخص يقوم بإدخالك في حالة الاسترخاء المطلوبة، ثم يصف لك الصور التي يجب أن تتصورها في ذهنك، متدرجاً بالمشاهد وكأنها قطعة من فلم أو تمثيلية، مع موسيقى مناسبة. وهذا هو المطلوب في التصوير الذهني. ومن المؤكد إن هذه الأشرطة تنفع أولئك الذين يجدون صعوبة في التركيز فيكون صوت الشخص وإرشاداته مانعين لتشتت الذهن. كما إن الموسيقى الخلفية إضافة إلى صوته يشكلان حاجزاً من الضوضاءً التي قد يكون التخلص منها تماماً أمرا غير ميسور. هذا ومن الممكن أن تقوم بتسجيل شريط فيه الإرشادات اللازمة حسبما ذكرنا هنا، ومن ثم تستعمله دائماً.
أما الجلسات الجماعية ففيها يجلس عدد من المرض في حلقة، ويجلس معهم المعالج، ثم يبدأ بإعطاء الإرشادات اللازمة ليدخلهم في حالة الاسترخاء ومن ثم في التصوير الذهني. وهي منتشرة في الغرب وناجحة جداً.


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب