مدَّونة علم من الكتاب

الأحد، فبراير 13، 2005

دورة "التنويم الإيحائي" الدراسية (10) الأخيرة

دورة التنويم الإيحائي الذاتي

الحلقة الدراسية التاسعة (الأخيرة)

كافة التقنيات التي تم التمرن عليها والأختبار فيها منذ بداية هذه الدورة الدراسية هي للوصول الي هذه الحلقة (التنويم الإيحائي) ولايتبقى إلا الإستماع لملف الأم بي ثري او شريط الكاسيت الذي سيرسل لمن يطلبه من المسجلين بالدورة الدراسية فقط . هذا الملف به بوتقة تمارين هذه الدورة الدراسية برمتها (تمرين التنويم الإيحائي الذاتي) الذي يحوي جلسة تنويم حقيقية مصحوبة بذبذبات صوتية مخصصة للتأثير مباشرة على الدماغ البشري لنقله من هيئة البيتا (النشاط) تدريجيا الي هيئة الألفا (الأسترخاء) ومن ثم الدخول للـغشية او الترانس ، وهو لا يحتاج الا الي الأستماع اليه في بيئة إسترخائية تامه ، وبعد الأستماع اليه عدة مرات متتالية في اوقات مختلفة يمكن الأستغناء عنه كليا وممارسة التنويم الإيحائي الذاتي و تطبيقه مباشرة على الآخرين وهذا الملف هو ختام هذه الدورة الدراسية.

التنويم الإيحائي الذاتي :

لو ذكرت التنويم الإيحائي لأي طبيب فإن التعليق الذي ستسمع هو، في الغالب، إنه ليس إلا عملية خداع عقلية كالتي يستعملها الأطباء أنفسهم في الكثير من الحالات حيث يعطون المرضى أقراصاً من السكر مصنعة على هيئة أقراص الدواء بدون إخبارهم فتتحسن حالة بعض المرضى أو تخف أو تزول آلامهم بعدها، وهي المسماة ( PLACEBO ) وكان الاعتقاد الشائع هو إن العملية تتم في الدماغ، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن العملية قد تكون لا علاقة لها بالدماغ إلا بمقدار اقتناع المريض بأنه يتناول قرصاً فعالاً. عند ذلك يسبب هذا الاقتناع، أو الشعور ، إفرازاً لمورفينات الجسم الطبيعية، أي الأندورفينات، والتي تخفف أو تزيل الألم. أن الأندورفينات توقف انتقال الإيعاز العصبي بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم فلا يشعر المريض بالألم.

كيف يعمل :

والحقيقة هي إنه لا يوجد شرح مؤكد لكيفية عمل التنويم الإيحائي. ويقول أحد الباحثين بأن الشخص المنوَم يضع نفسه في حالة أخرى عندما ينوَم فلا يشعر بالألم. فمثلاً، في تجربة لأحد الأطباء، تظاهرت إحدى المشاركات فيها بأنها في داخل تمثال "فينوس" الشهير، وكانت التجربة تتطلب وضع الأيدي في ماء مثلج. ولما كان التمثال بدون أيدي لم تشعر المشاركة بأي ألم. وتظاهر شخص آخر بأنه موجود في مكان آخر، و بذا لم يشعر بالألم. وتصور آخرون بأنهم تلقوا جرعة تخديرية وإن الخدر يسري في أجسامهم، و بذا لم يشعروا هم كذلك بأي ألم.
وقد توصل الطبيب في هذه التجربة إلى أن بعض الناس يستطيعون التخلص من الألم بالتظاهر. وقد أصبح من المقطوع بصحته أن التنويم الإيحائي يساعد الكثيرين على التخلص من الألم مما يجعل إهماله لمجرد عدم معرفتنا بكيفية عمله في الجسم أمراً غير منطقي.

وهناك نظرية تقول بأن التنويم الإيحائي يعمل بمختلف الطرق. فهو أولا يؤدي إلى الاسترخاء، وقد ذكرنا سابقاً بأن الاسترخاء يساعد على تخفيف الألم لأن الكثير من الآلام أو جانباً منها مصدره الشد، و بذا فإن الاسترخاء مطلوب لتخفيف حدته. أما ثانياً، فلأن التنويم يتعامل مع القلق الذي يسبب الألم هو الآخر. والطريقة الثالثة هي، ببساطة، تشتيت الانتباه. فإن الذي يعاني من الألم ينسى ألمه إذا انتبه إلى شيء آخر.

فوائد التنويم الإيحائي :

يعتقد بعض الأطباء بأن تخفيف الألم أو إزالته له علاقة بسرعة الشفاء من الأمراض. فإذا ما كان الألم معرقلاً لعملية الشفاء فإن إزالته بالتنويم الإيحائي تساعد على الإسراع بالشفاء. والحقيقة هي إن التجربة تثبت ذلك بما لا حاجة معه إلى تأييد البعض أو رفضهم. فعندما يكون المصاب بالتهاب المفاصل، مثلاً، في حالة ألم شديد لا بد وأن يستلق في الفراش أو على الكرسي بلا حركة لأن الحركة تؤدي إلى الألم. وعدم الحركة سيؤدي إلى ضمور العضلات مما يجعل حركة المريض وأداءه التمارين المساعدة وكل النشاطات الأخرى أصعب وهو ما يجعل شفاءه أبطأ، وهكذا.
وعندما يكون الإنسان واقعاً تحت الشد العصبي فإن جسمه يضخ كميات كبيرة من الكيماويات ويضمنها النوريبنيفرين وهرمون الأدرينوكورتكوتروفك، وهذان يقللان من عمل الأندورفينات. وقد يكون هذا هو السبب وراء شعور الإنسان الواقع تحت الشد والضغط العصبي بالألم أكثر في غيره.

وفي التخدير، يعتبر التنويم الإيحائي وسيلة فعالة عند إجراء العمليات الجراحية، أو عند إجراء مختلف أعمال طبيب الأسنان، للكثير من البشر. وقد حصل بعض الأطباء على نتائج مذهلة حقاً في هذا المجال. واستطاع الدكتور الإسكتلندي "جيمس أسديل" إجراء ما بين 3.000 و 4.000 عملية جراحية بضمنها عمليات قطع الأطراف والاستئصال بدون استعمال التخدير العادي، وإنما باستعمال التنويم الإيحائي فقط. وفي إحدى هذه العمليات تم استئصال ورماً وزنه حوالي 45 كغم. وقد كانت نسبة الوفيات عند هذا الجراح الذي كان يعمل في الهند حوالي 5% إلى 10% في حين كانت نسبة الوفيات لنفس العمليات في أوروبا حوالي 50% .

وبالإضافة إلى فائدة التنويم الإيحائي عند المعالج الخبير، يمكن للمريض نفسه أن يستفيد منه بإجرائه بنفسه. إلا أنه من الضروري هنا أن يكون المريض محمياً من احتمالات تغطية الألم الذي هو أحد الأعراض المشيرة إلى المرض والذي إن تم إسكات أعراضه قد يتطور نحو الأسوأ دون الالتفات إلى ذلك وتصبح النتيجة عكسية.

يرجى العودة للحلقات الدراسية الثمان السابقة لميكانيكية أداء تطبيق تقنية التنويم الإيحائي الذاتي.

تم ختم الدورة الدراسية بتوفيق من الله

علم من الكتاب


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب