تداعي المعاني و قانون جاذبيتها اليك
حين تضيع منك مفاتيحك يبداء عقلك في عرض صور لها منذ آخر مرة رأيتها فيها الي لحظة البحث عنها هذا العرض المتسلسل يظهر أمامك كشريط سينمائي متصل دون حتى أن تفكر فيه لأن هدف عقلك هو تحديد المكان الذي وضعتها فيه آخر مره وغالباً ما ينجح في تحديده. تعرف هذه الحالة بـ (تداعي المعاني) حيث يستدعي معنى معنى آخر لتتصل المعاني ببعضها البعض كسلسلة مترابطه فيما بينها فتكون صورة ذهنية واضحة المعالم.
مثال آخر ، لنفرض أنك كنت يوما في باريس و بالصدفة قابلت صديق هناك وعانقته وشممت رائحة العطر الذي يضعه على ملابسه ثم مرت بك السنين وعدت ادراجك الي وطنك وصدف أن شممت نفس رائحة العطر تلك في مكان ما ببلدك فإن تداعي المعاني في ذهنك ما تلبث وأن تبداء عملها لتتذكر باريس وتظهر امامك نفس صورة الموقع الذي قابلت فيه صديقك هناك بكل تفاصيلها حتى انك ستسمع نفس الأصوات التي كنت تسمعها وتشاهد نفس الأحداث التي مرت بك وقتها وحتى نفس الوجوه وحالة الطقس و طبعا الصديق العزيز ومادار بينكما من حوار ، كل ذلك حدث لمجرد شم نفس رائحة العطر الذي كان يضعها صديقك.
الآن وبعد أن تعرفت على قوة تداعي المعاني يمكنك استغلالها لتحسين وضعك المادي و الصحي والدراسي ، وحتى يمكنك تجاوز كثير من المحن و المشاكل اليومية التي قد تمر بك كضيف ثقيل لتتخلص منها بكل يسر وسهوله.
إن كل الأفكار التي تمر بذهنك هي نتاج عقلك الواعي وإن كل فكرة جيده كانت ام سيئة هي مجرد إنعكاس للأفكار المشابهه لها لأنك بكل بساطة تعيش بالكون وكل الأفكار التي يتفتقها ذهنك تخرج منك الي الكون الفسيح لتعود اليك من جديد كما يحدث بالصدى ، لهذا تجد الشركات تتحفظ على افكارها لتتفادي سرقتها من قبل الآخرين. وحيث أن عامل تداعي المعاني يعمل بكل قوته فيك فإن الأفكار المتشابهه تجر بعضها اليك كحلقة متصلة ، فكر مثلا بخسارتك الفادحة في سوق الأسهم ستجد أن هناك اشياء كثيرة تترتب عليها لأن مجرد التفكير بالخسارة ستجر هذه الفكرة السيئة افكار اسواء منها متتاليه اليك. حسناً .. ماذا لو فكرت بطريقة ايجابية وأن سهم الشركات التي تتعامل بها قد تجاوز اللون الأخضر بمراحل وأن كل اسهمك على هذا المنوال ... كيف هي الأفكار الآن ؟؟ بالتأكيد تداعي المعاني تعمل بكل طاقتها.
من هذه النقطة يمكنك إستغلال تداعي المعاني لتجاوز كثير من المحن و المشاكل بكل كفاءة .. فكر فقط بفكرة إيجابية لتلغي تلقائيا الأفكار السلبية وتستدعي وراءها افكار ايجابية أخرى كسلسلة مترابطة تخرج عن طريقها من محنتك.
تداعي المعاني وقانون جاذبيتها اليك يعملان معا كفريق متحد لأن كل ماتراه حولك من مخترعات عصرية هي نتاج افكار .. افكار ناجحة شكلت بمجملها مبتكرات لأن الأفكار توّلد الأبتكار .
