مدَّونة علم من الكتاب

السبت، يناير 01، 2005

دورة "التنويم الإيحائي" الدراسية (9)

دورة التنويم الإيحائي الذاتي

الحلقة الدراسية الثامنة

الإبداع في الإسترخاء

ملاحظة مهمة
قد تجد متعة في قراءة هذا الدرس ، ولكنك بكل اسف لن تستفيد منه بدون اداء التمارين والتدريبات العملية والأختبارات التأهيلية
لضمان اداء "الإسترخاء" بشكل صحيح والتي سترسل بالبريد الإلكتروني للمسجلين الرسميين بالدورة الدراسية فقط

إحتفظ بهدوئك وخذ الأمور بروٌية

إن العنصرين الأساسين للحياة هما الإرادة والتوتر من جهة، والانصراف الذهني والاسترخاء من جهة أخرى. فبدون إرادة الحياة والتوترأو الشد لا يمكن الدفع إلى الأمام في كل الفعاليات سواء كانت ذهنية أو بدنية، ولكن، إذا استمر الحال على ذلك بدون فترات من الراحة يحدث الانهيار.
وفي حالته الاعتيادية، يقوم التنفس بهذا التوازن بعمليتي الشهيق والزفير. فكل شهيق شد لأننا بحاجة إلى أن ندفع الهواء في الرئتين، وكل زفير استرخاء حيث يترك الهواء يخرج بسهولة من المنخرين. لذا فإن الشخص المتوتر لا يستطيع أن يحقق زفيراً طبيعياً لأن الشد العقلي يهزم الحالة الإسترخائية المصاحبة له.
بالإضافة إلى أن التنفس علامة فعالة على التوازن بين التوتر والاسترخاء فإننا، في الواقع، نتنفس بطرق مختلفة حسب حاجة الجسم والدماغ. فإذا كنا نسترخي تنعدم حركة الصدر وتصبح الحركة البسيطة للبطن هي الدلالة على التنفس. ولعمل الصدر، نحتاج إلى شد العضلات وتوسيع القفص الصدري، وهذا لا يمكن أن يكون استرخاءاً. لذا فإنه، في الاسترخاء ، يمكن تحقيق التوسيع البسيط للرئتين بحركة بسيطة للحجاب الحاجز بواسطة الأعصاب الحجابية. وعند انخفاض الحجاب الحاجز فإن البطن، كونها مسترخية، تتحرك إلى الخارج لتعوض حركة الحجاب، وعندما يصعد الحجاب مرة أخرى تعود البطن إلى حالتها الأولى. وبسبب التوتر البدني والنفسي فإن الكثير من المرضى خصوصاً المقعدين والمصابين بعاهات معينة يستمرون بشد عضلات الصدر عندما يريدون أن يسترخوا، وقد يبقون التوتر في البطن أيضاً. والنتيجة هي عدم حصول أي استرخاء، وتستمر حالة التوتر المضرة وتزداد. لهذا كان التنفس الصحيح الإسترخائي مهماً جداً لتحقيق التوازن والانتصار على المرض.

ولتحقيق التنفس الإسترخائي استلق على ظهرك على الأرض إن كان ذلك ممكناً وبعكسه يمكن عمل ذلك جلوساً. ولأجل التمرين يجب عدم لبس الملابس المحددة للحركة وخصوصاً على الصدر والبطن، بل وحتى ساعات المعصم والأحذية الضيقة. ضع شيئاً تحت رأسك إن رغبت، ولكن حاول أن تضع الكتفين على الأرض، ثم باعد ما بين ساقيك قليلاً. أما للجالسين فيجب أن يكون الظهر منتصباً إلى أقصى حد ممكن وأن توضع الكفين في الحضن. وفي الحالتين يفضل غلق العينين لأن هذا يساعد على التركيز والطمأنينة.
وتستغرق استعادة التنفس الصحيح وقتاً، إلا إن النتيجة مفيدة للغاية فإذا كان التنفس استرخائياً كان الجسم مسترخياً ومن ثم العقل، ويعقب ذلك فوائد لا حصر لها. والتنفس الإسترخائي المطلوب هو الذي لا يتحرك فيه غير البطن وبرفق، وأن يكون متناغماً وخالياً من الإرتجافات، وأن يكون الزفير أبطأ من الشهيق لأنه هو الجزء الإسترخائي في التنفس. ويجب بعد تحقيقه أن تهبط عدد مرات التنفس من 14 - 16 في الدقيقة إلى 6 - 9 في الدقيقة.
ويجب أولا أن تكون متنبها لحركة البطن. ثم يجب ألا يدفع الهواء إلى البطن دفعاً، بل أن يدخل برفق. ويجب أن تتنبه إلى أن الصدر لا يتحرك. وتستطيع أن تستعمل الساعة ( عندما تتمرن على التنفس لا أن تسترخ ) بحيث تحقق نفساً واحداً، أي شهيقاً وزفيراً، كل 8 - 10 ثوان، أو أن تحسب إلى 4 للشهيق ثم تترك الزفير كما هو وسيأخذ من 6 إلى 8. ويجب أن تتمرن لمدة 5 دقائق على الأقل، بل يفضل ألا يقل التمرين عن 10 دقائق. استمع إلى التنفس المتناغم، واسترخ واصرف ذهنك تماما خصوصاً عند الزفير، واشعر بالاسترخاء ينسل في جسمك. ستشعر بعدها بسلام وطمأنينة عقليين، بل سترى أنك تحتاج إلى مثل هذا التمرين كل يوم كمضاد نافع جداً للتوتر والإجهاد وخصوصاً أثناء العمل.

كان هذا هو التنفس الإسترخائي، أما التنفس لزيادة الطاقة فيجب عمل كل التحضيرات الواردة في التنفس الإسترخائي خصوصاً انتصاب العمود الفقري. وهنا تعمل عضلات الصدر والأضلاع لتحفيز حركة الأضلاع السفلى. ويفضل أن تقع يدك على الأضلاع لتتحسس المكان الذي تشكل فيه الأضلاع الحرف ( V )، فهذه هي المنطقة التي يجب أن تتحرك وليس الصدر العلوي أو البطن.
في حالة التنفس الإسترخائي يصبح تلقائياً ونصبح ملاحظين بوعي لعملية التنفس عوضاً أن نكون متنفسين بوعي. أما لتحفيز الطاقة فيجب أن نتنفس بوعي. وهذا الأمر وإن كان حادثاً في الحياة اليومية إلا أننا نريد أن نعدل الحركة الطبيعية المفقودة. يجب هنا، عند التنفس، أن تكون هناك حركة واضحة للأضلاع السفلى إلى الأعلى وإلى الخارج، ولكن ألا ننفخ البطن وألا يتحرك أعلى الصدر إلا قليلاً جداً. بهذه الطريقة يتحرك الحجاب الحاجز بعمق وبفعالية.

إذا استطعنا أن نسيطر على هذين النوعين من التنفس نكون قد أوجدنا الأساس الصحيح للحياة. بالطبع، لا يعني هذا أن المشاكل والهموم العقلية ستزول مباشرة، فهذا ليس علاجاً معجزاً، ولكن نستطيع استناداً على هذه الأرضية الصحيحة أن نبني أرضية صحيحة أكثر تكاملا عن توجهاتنا الحياتية الجسمانية والعقلية والتي تلعب الدور المهم في مساعدتنا على التخلص من الكثير من المشاكل ومنها الأمراض.

من الوسائل الفعالة في الإسترخاء ، التصور الذهني وهو خلق صور لطيفة في المخيلة خصوصاً أن يتخيل المريض كيف أنه يقاتل المرض في داخل جسمه ويقضي عليه ثم يرى نفسه سليما معافى. وهذه ليست عملية للضحك على الذقون، وإنما هي وسيلة فعالة في العلاج مشابهة، أو قل هي الأساس، للتنويم الإيحائي العلاجي. وسيكون الفصل القادم المحل المخصص لهذه الطرق، إلا أنني أردت ذكرها هنا لتعلقها بالتنفس، إذ إن التنفس الإسترخائي هو المقدمة اللازمة للتصوير الذهني.
فمثلا عندما تتنفس تستطيع أن تتخيل إن كل نفس يدخل عبارة عن طاقة علاجية تسري في كل أنحاء جسمك، وإن كل نفس يخرج عبارة عن خروج الآلام والفضلات. انتبه إلى برودة الهواء الداخل وسخونة الهواء الخارج. وإذا ما جاءتك فكرة طارئة أبعدها برفق جانباً وعد إلى هذا التوحد مع الطاقة الداخلة والسارية من منخريك إلى رأسك نزولا إلى قدميك.
والحقيقة يمكن أن يكون التصور الذهني من أمتع الأفعال اليومية ( علاوة على فوائده ) خصوصاً وهو لا يتطلب غير الجلوس في مكان هادئ لبعض الوقت والتفكير بما تحب أن يحدث لك
.


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب