مدَّونة علم من الكتاب

الثلاثاء، نوفمبر 23، 2004

دورة "التنويم الإيحائي" الدراسية (4)

التنويم الإيحائي الذاتي

الحلقة الدراسية الثالثة

ميكانيكية التنويم الإيحائي (بين البيتا والفا - بين الثيتا والدلتا)


مالفرق بين اليقظة والنوم ؟ ، ما الفرق بين النشاط والخمول ؟ ، بين الحيوية والإسترخاء؟ ، بين التركيز وعدمه؟

ذبذبات كهربائية يبثها الدماغ تنقل الكائن الحي من حالة اليقظة والنشاط الي حالة الإسترخاء والنوم والعكس . ذبذبات معينه معظم البشر لا يتحكمون بها فينتقلون من حالة اليقظة الي حالة الغفوه ثم النوم والسبات تلقائيا ثم يعكسون الوضع في الصباح.

ما يثلج الصدر هو أن الله سبحانه وتعالى قد علم الإنسان مالم يعلم ، و طلب العلم فريضه وبابه مفتوح ولا يقتصر على سن اوعرق او جنس طالما الأنسان شد الرحال اليه ولو في الصين ، وحالات الإنتقال من البيتا الي الألقا الي الثيتا والدلتا علم قائم بذاته ، وتقنيات يمكن لكل فرد تعلمها والتحكم فيها وهي مدخلنا لتعلم الخروج الأثيري

درجات النوم

يرسل المخ موجات كهربائية تحدد درجة اليقظة والنوم التي نكون عليها حيث ينتقل من درجة علوية ( بيتا ) الي درجة ادنى منها ( الفا ) ، ثم الي درجة اكثرا دنوا ( ثيتا ) حتى يصل لدرجة السبات العميق ( دلتا ) ، وكما ذكرت انفا معظم البشر لا يتحكمون في هذه الدرجات . حيث يحدث هذا الإنتقال تلقائيا عند البشر ، ولهذا تجد ان من يكون في حالة السبات ( دلتا ) يصعب ايقاضه من النوم على ما يكون عليه في اي درجة اعلى منها.

التحكم في الدرجات

متى ما تمكن الشخص من التحكم في دراجات اليقظة والنوم كان ذلك دليلا على اتقانه فن الأسترخاء العميق ، يهمنا هنا التحكم في درجتين فقط هما بيتا والفا حتى يكون الدماغ في حالة صحوة فإن انتقلنا الي درجة ادنى مثل الثيتا ، فلن يكون في مقدورنا االتحكم في الدماغ من اجل الخروج الأثيري.

عملية التحكم تتم بتقنيات معينه بسيطة في خطواتها وقوية في مفعولها ويجب التدرب عليها مرارا قبل تطبيقها عمليا على الخروج الثيري.

عند التحكم التام في الإنتقال بين درجتي بيتا والفا ، يمكن بالتالي الإنتقال الي الخطوة التالية وهي مرحلة الخروج الأثيري ، حيث يكون الجسد في حالة استرخاء تام (منطقة السرداب) ومع ذلك فالدماغ بكامل وعيه وعندها فقط يمكنه التحكم في الخروج بالجسد (النفس) اثيريا بكل يسر وسهوله مع امكانية عودة النفس الي الجسد في اي وقت ، إلا أنه يفضل عدم الخروج من الجسد مرة اخرى قبل انقضاء 12 ساعة على اقل تحديد خصوصا عند المبتدئين لأن حالة الإنتقال من دلتا لألفا لدلتا مرة اخرى تتم بطريقة تدريجية فإن تكررت اكثر من مرة في وقت متقارب فإنها تربك الدماغ ويصبح الشخص بعد الإستيقاظ في حالة شاذة تكون بين اليقظة والنوم وتستمر معه هذه الحالة حتى ينام من جديد.

يمكن تشبية الإنتقال من درجتي بيتا والفا والعكس بـ ( نقطة العبور) عند الغطاسين ، فالغطاسون حينما ينزلون لأعماق البحار يحتجزون عند عودتهم لسطح البحر في غرفه معينه ذات ضغط معتدل هو بين الضغط الجوي والضغط المائي ويبقون في هذه الغرفة فترة قصيرة عشر دقائق او اكثر ، ثم يسمح لهم بالخروج للهواء النقي لأنهم لو خرجوا مباشرة من ضغط مائي الي جوي لتفجرت رئاتهم.

نقطة العبور هذه يمكن الإستفادة منها في كل نواحي الحياه ، فالخلافات العائلية والزوجيه تمر كثيرا بحالة تشنجات في العواطف حيث تنقل العواطف من حالة الهدؤ الي الغضب فجأه ، ولو ان المرء تعلم تقنية نقطة العبور لتفادي التشنجات اساسا ، حيث في هذه الحاله يمكنه الإنتقال جسديا وعقليا من حالة الغضب الي نقطة العبور (يختار ان يكون وحيدا في غرفه ما لمدة عشر دقائق) قبل ان يعود ادراجة مباشرة الي حالة الهدوء العاطفي.

في الحلقة الدراسية القادمة إن شاء الله سنستعرض طرق التنويم الإيحائي
.


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب