مدَّونة علم من الكتاب

السبت، ديسمبر 11، 2004

دورة "التنويم الإيحائي" الدراسية (8)

دورة التنويم الإيحائي الذاتي

الحلقة الدراسية السابعة

أساليب الهدؤ ( التأمل)

ملاحظة مهمة

قد تجد متعة في قراءة هذا الدرس ، ولكنك بكل اسف لن تستفيد منه بدون اداء التمارين والتدريبات العملية والأختبارات التأهيلية لضمان اداء "التأمل" بشكل صحيح والتي سترسل بالبريد الإلكتروني للمسجلين الرسميين بالدورة الدراسية فقط

التأمل بعيدا عن السحر والغموض

مامعنى التأمل بالضبط

اذا طلبت منكم تعريف "التأمل" طبقا لتجاربكم الخاصة فسأحصل على كثير من الأجابات المتباينة ، وهذا لا يبدوا مدهشا عندما أفكر في مدى ذاتية وفردية الخبرة التي تدور في اذهانكم ، فإن ما يحدثه التأمل لشخص ما ، قد يشترك في صفات قليله مع مايحدثه لشخص آخر.

إن التعريف المرضي حقا للتأمل هو القيام بالتأمل ذاته ، لأن "التأمل" يعتبر من وجهات نظر عديدة شيئا مجردا مثل "الحب" فمن الصعب ان تضع له تعريفا اصطلاحيا.

حسنا .. دعني ابين لك ماهية التأمل لتعريفه حسب المستقبلات التي تدور بذهنك اثناء قراءة هذه الأسطر وما بعدها....

التأمل عبارة عن وسائل للأرتقاء بالوعي من العقل الأدنى الي الأعلى ولقياس هذه الظاهرة عادة ما ينشأ عنه الآتي : " االعقل الأدنى" يتوازى مع ما تراه من حولك - ضؤ النهار والأشجار والسيارات ولافتات الأعلانات على الطريق السريع - ، اما "العقل الأعلى" فيتوازى مع التغيرات التي تطرأ على مفاهيمك اذا كان عليك ان تقبل وجهة نظر وصلت اليك عبر القنوات الفضائية، وسوف ترى نفسك اكثر او مجرد جزء من الكون ، وان مايحدث حولك كل يوم اقل اهمية وخطرا كونه بعيدا عنك، فكلما ارتقيت اكثر ، كلما اتسع افقك وعلى الرغم من ان هذا دقيق الي حد معين ، إلا انه تفسير متكلف للغاية بالنسبة لشخص يبدأ في تعلم اسس التأمل.

إذا التفسير الأمثل لكلمة "التأمل" يظهر في كلمة "كيان" فعندما تعرف كيف تعيش اللحظة فقط ، ولا يشغلك اي شئ آخر ، ولا ترتبط بالماضي ، وغير قلق بشأن المستقبل ، وتكون متحكما في عقلك وعواطفك وليسا مسيطرين عليك ، يكون وعيك في هذا الحين في أتم حالة ممكنة ، وتكون الحالة بإختصار هي "الكيان" ، فيكون التأمل عن "من تكون" وليس "ماذا تفعل".

في حالة التأمل تصبح واعيا بذاتك الحقيقية (هويتك) والهدف الذي تسعى وراه في هذه الحياة ، فكلما ازدادت ممارستك للتأمل ، كلما ازداد وعيك بالتغيرات التي تطرأ عليك ، ليس هناك بصيص من الإيحاء والتنوير الذي يسمح لك بأن تصيح وتقول "ها أنا ذا حقا" فالتجربة دقيقة وتراكمية ، وعندما تصبح واعيا بذاتك الحقيقية (بالمقارنه " بالذات" التي تظهر بها امام الآخرين و"الذات" التي قد تتظاهر بها امام نفسك) فلن تبقى فريسة لضغوط و مقلقات الحياة المعاصرة ، وعندما تتعلم كيف تعيش كل لحظة وتتمتع و تقدر الحياة بأكملها في كل لحظة ، فسوف تصبح – على نحو مثير – شخصا لا يتأثر بالعدد الذي لا يحصى من الشكوك والمخاوف التي قاسيتها طوال حياتك ، وعندما تستطيع في آخر المطاف تقدير أن "كيانك" هو كل شئ ، و أنك لا تستطيع ان تسير الحياة على هواك ، وأنك ايضا لن تستطيع التحكم في المستقبل ، و انه ليس هناك فائدة من التفكير في الماضي ، عندئذ ستكون قد حققت الهدف الذي يحققه معظم الناس في حياتهم الا وهو الشعور بالسلام.

إن التأمل عملية دقيقة واعتيادية فهو ليس مغامرة او تجربة تحدث مرة واحدة فقط ، ولكنه لحظات تصبح فيها سعيدا بشدة لدرجة انك لن تشعر بمرور الزمن ، ويكون هناك اوقاتا تكون فيها غير واع تماما بوجودك المادي (الجسد) على الرغم من انك واع بحياتك بشكل ملحوظ ، وهي لحظات ثمينه لابد أن تدخرها وتحفظها كالكنز ، فعندما يكون ذهنك هادئا وتزول كل التأثيرات الخارجية سوف تتصل مباشرة بجوهر إدراك ( وجودك) وتستدعي كنزك المحفوظ لتدرك حقا معنى السعادة والسلام.

في التمارين العملية ستعرف ما عنيته لك اعلاه ، وستجربه بنفسك ، وستتذوق طعمة اللذيذ ، وستعجبك التجربة ، وستجد انك لم تكن تعيش حياتك في السابق كما ستعيشها اليوم وما ياتي بعده إن شاء الله.


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب