مدَّونة علم من الكتاب

الجمعة، ديسمبر 03، 2004

دورة "التنويم الإيحائي" الدراسية (7)

دورةالتنويم الإيحائي الذاتي

الحلقة الدراسية السادسة

التنفس الحي

يمكن للإنسان أن يعيش بدون كلام أو نظر أو سمع أو فكر أو أعضاء، فهناك الأخرس والأعمى والأصم والأبله والمعوق ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون تنفس. فلا يبدأ القلب بالعمل ولا الدماغ بالتفكير ولا الأعضاء بالحركة بدون الهواء الذي نتنفس. فالهواء هو الوقود الذي يشغل ماكينة الإنسان. وطالما كانت صحة الإنسان على مايرام كان نفسه طبيعيا وكاملاً. وما أن يصاب بمرض حتى يبدأ تنفسه بالتأثر سلبياً مما يستتبع تأثيراً سلبياً على الأعضاء فيزداد المرض شدة.
هناك إهمال شديد للتنفس. نعم يقال لك (خذ نفساً عميقاً ) ولكن على مستوى سطحي فحسب. نحن نعرف أنه إذا ما فقد الإنسان أعصابه وقيل له ( خذ نفسا عميقا عدة مرات ) وفعل ذلك فإن توتره الشديد يبدأ بالتبخر. نفس الشيء في حالة الرعب، فإن المرعوب يبدأ بالاطمئنان بعد أخذ عدة أنفاس عميقة. من هنا ترى بأن التنفس لا يسيطر على الفعاليات البدنية فحسب، وإنما على العواطف والعقل.
وفي السنوات الأخيرة أخذ الأطباء يشيرون إلى حالات مرضية سببها التنفس غير الطبيعي، ومنها التهوية العالية كما يسمونها. فهنا يتنفس الإنسان بسرعة ولكن تنفساً سطحيا، في أعلى الرئتين مما يخل بالتوازن بين الأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون. ويتبع ذلك أعراض كثيرة إلا أنها تزول عند عودة التنفس الطبيعي.
وهناك التهوية الواطئة، حيث يتنفس الإنسان أقل من المطلوب باستمرار. وهذا حاصل عند المصابين بأمراض معيقة خصوصاً الذين يستعملون الكرسي المتحرك. وحقاً ليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب إذا ما تدهورت حالتهم على مر السنين، فإن وقودهم أقل من المطلوب. وبالإضافة إلى التنفس الاعتيادي، هناك أنواع أخرى من التنفس منها ما يسمى بإطلاق الحجاب الحاجز والغاية منه تحقيق التنفس العميق غير المصدود وهو ما يحرك الحجاب الحاجز إلى أقصى ما يمكن وهو تطبيقنا للتنفس الحي بهذة الدورة الدراسيةً. كما أن هناك التنفس للاسترخاء والتنفس للطاقة اللذين سنشرحمها لاحقا بالدورة الدراسية إن شاء الله.

الحجاب الحاجز

الحجاب الحاجز هو عضلة مسطحة سميكة ومكانها تحت القفص الصدرى وفوق البطن مباشرة. و واستخدامه أثناء عملية التنفس وأخذ الشهيق يساعد على تمدد الرئتين ودخول كمية أكثر من الهواء. فعند الشهيق من الأنف ،يرتفع الحجاب الحاجز الي اعلى دافعا الهواء الي الرئتين مرتفعا عن المعدة والأحشاء الداخلية و مفرغا البطن ، وعند اخراج الهواء بالزفير من البطن ينزل الحجاب الحاجز الي مكانه وتسمى هذه العملية بالـ "التنفس البطني" .

إن التنفس البطني هو احد المسميات التي تطلق على التقاط انفاس بطيئة وعميقة من البطن ، وإن ممارسة التنفس عن طريق البطن لبضع دقائق هو كل ما تحتاجه عادة لكي تحد بدرجة ملحوظه من التوتر العضلي وتصل الي حد عظيم من الصفاء الذهني. بل إن التنفس عن طريق البطن في واقع الأمر سوف يرخي ويجدد حيوية العقل والجسم ، ويستخدم على نطاق واسع بين ممارسي الألعاب الرياضية خصوصا لاعبي الكاراتيه والكونغ فو والتيكيواندو.

يستخدم كذلك التنفس البطني في التخلص من المؤثرات الخارجية كالأزعاج الصوتي وهو خير علاج للتخمه وأمتلاء البطن خصوصا بعد الوجبات الدسمة ، ويستخدم اخيرا في التخلص من الصداع المفاجي الذي غالبا ما يكون بسبب التوتر العضلي.


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب