مدَّونة علم من الكتاب

الجمعة، فبراير 22، 2008

ثلاثية علاج حساسية الجيوب الأنفية (الحلقة الثانية)

دور الأعشاب السحري في العلاج

تنشأ حساسية الجيوب الأنفية من مثيرات خارجية كحبوب لقاح النبات التي تتطاير مع الهواء كرد فعل يصيب الغشاء المخاطي للأنف والعينين والممرات الهوائية وتتضمن الأعراض العطاس وسيلان الأنف وحكة العينين وتشبة كثير من هذه الأعراض أعراض نزلة البرد او الزكام إلا أن الحساسية تتسبب في إفراز أنفي مميز رائق و خفيف القوام وبشكل شبة مستمر بينما الأفرازات الأنفية في حالة الزكام تصبح سميكة وتتحول الي اللون الأصفر مع تقدم المرض وغالبا ماتكون نزلات البرد مصحوبة بحمى وتعب وضعف على عكس الحساسية الأنفية التي لا يضايق صاحبها إلا كثرة العطاس وسيلان الأنف وحكة العينين لتستمر لفترة قد تطول او تقصر حسب مناعة المصاب ولكنها لا تقل عن اي حال من الأحوال عن ساعتين لتهداء بعدها الجيوب الأنفية ويبداء المصاب في التوقف عن العطاس.

هناك بطبيعة الحال مثيرات خارجية في مقدمتها الغبار الذي لا يمكن تفاديه في دول الخليج عامة والسعودية خاصة لوجود الصحاري الشاسعة ويمكن إجراء إختبار خاص على شكل غرزات تحت الجلد في الساعد او الظهر حيث توضع نقاط من العناصر الأكثر تأثيرا للحاساية لدى البشر تحت الجلد وتترك لمدة عشرين دقيقة فإن ظهرت حلقات محمرة مكانها فهي تدل على نوع الحساسية لدى الشخص كحساسية من شعر القطط او من لقاح النبات او من الغبار المنزلي وغير ذلك من العناصر المسببة للحساسية لدى البشر.

حين يستنشق الغبار المصاب بالحساسية من الغبار يفرز جهاز مناعته مضادات على اعتبار أنه اي الغبار يحمل فيروسات هكذا يفسر جهاز مناعة المصاب بالحساسية الغبار فيطلق انزيم يسمى (الهيستامين) لمواجهة العنصر الدخيل (الغبار) وهكذا تبداء مرحلة الأخذ والجذب بين الهيستامين المطلق بكثافة والغبار الذي دخل لجسم المصاب لتبداء بعدها مرحلة تسمى (نوبة الحساسية) وهي مرحلة تتسم بالأعراض المذكورة أعلاه وتستمر لبعض الوقت قبل أن يعود انزيم الهيستامين أدراجة الي الغدة التي فرزته لتتوقف النوبة ويتوقف معها العطاس وسيلان الأنف.

أسس العلاج المبدئي

أول خط لصد نوبة حساسية الجيوب الأنفية هو الابتعاد قدر المستطاع عن مثيراتها حسب نوع العنصر الذي يؤثر على الشخص المصاب فمثلا من لدية حساسية من الغبار فعلية تفادي الغبار بقدر الأمكان ، يأتي بعد ذلك العلاج بمضادات الهيستامين (مثل الكلاراتين ، نيورمين ، زيرتك، فيكسودين وغير ذلك) وهي أكثر العقاقير الكيماوية شيوعا للمصابين بحساسية الجيوب الأنفية ورغم أنها مفعولها يريح المصاب من نوبة الحساسية ، إلا أنه لها مضاعفات وآثار جانبية في مقدمتها إضعاف جهاز المناعة لدى المستخدم طويل الأمد ، لأننا كما ذكرنا يطلق جهاز المناعة انزيم (الهيستامين) لمواجهة عدو إفتراضي دخيل على الجسم البشري (الغبار) وهو ليس بعدو بطبيعة الحال ، وحين يستخدم مضاد الهيستامين على مدى بعيد فإنه يربك جهاز المناعة في إطلاق الهيستامين وبالتالي قد يتوقف جهاز المناعة عن اطلاق هذه المادة سواء دخل لجسم المصاب غبار برئ او فيروس خطير. أيضا من مضاعفات تكرار استعمال مضادات الهيستامين (وهذا مصرح به في النشرة الداخلية للدواء) أنه يزيد من انزيمات الكبد وهذا يشكل خطورة على الكبد لأن الكبد بطبيعته دهني وزيادة الأنزيمات به تحوله الي كبد مشمع او ما يعرف بمرض (تشمع الكبد) وهو مرض خطير يؤدي بالتالي الي تليف الكبد واعاقة عملة كلياً.

بطبيعة الحال لايمكن الأستغناء كليا عن مضادات الهيستامين لأنها تشكل خط دفاع اولي لمواجهة العناصر المسببة للحساسية ، ولكن كماهو مذكور بالنشرة الداخلية للدواء يمكن تخفيف الجرعة لأدنى مستوياتها كأن يؤخذ نصف قرص او يؤخذ قرص يوما بعد يوم او يؤخذ عند الضرورة فقط ، إلا أن ما يعيب مضادات الهيستامين أنها يجب أن تؤخذ قبل نوبة الحساسية لا خلالها او بعدها لأنه كما ذكر اعلاه يقتصر اداءها على اعاقة اطلاق انزيم الهيستامين ولا يمكن بالتالي الأستفادة منها بعد اطلاقه اي بعد نوبة الحساسية ، وحيث أن نوبة الحساسية غير وقتية أي انها قد تأتي في اي لحظة بلا مقدمات ، فإن مضاد الهيستامين إن لم يؤخذ قبل النوبة فلن يفيد المصاب مطلقا وهنا يكمن مربط الجمل ، كذلك يجب إجراء اختبار لأنزيمات الكبد كل ثلاثة اشهر ويجب التوقف كليا عن اخذ مضادات الهيستامين في حالة ارتفاعها الملحوظ.

العلاج بالأعشاب

قبل الخوض في مسألة علاج الحساسية الأنفية بالأعشاب أنوه هنا على نقطه مهمة جدا وهي أنه عند هجوم نوبة حساسية الجيوب الأنفية يستهلك المصاب كثيرا من المناديل الورقية والذي لا يعرفه الكثيرين أن المناديل الورقية التقليدية تزيد الأصابة سوءاً لأن هذه المناديل التقليدية الرخيصة مصنوعة من نشارة الخشب (اسحب منديل ورقي من علبته او انفضه بقوة امام ضوء مسلط عليه مباشرة لترى بنفسك ما يخلفه من غبار (نشارة الخشب). على المصاب بحساسية الجيوب الأنفية عدم استخدام المناديل الورقية التقليديه والأستعاضه عنها بمناديل (الكلينيكس) الأصلية لأنها وحدها مصنوعة من (الياف شجر الصنوبر الطبيعية) وهذا مطبوع بشكل ظاهر على علبتها الخارجية مع ضمان المنتج ... هل أدركت الآن لماذا سعر مناديل الكلينيكس الأصلية اضعاف سعر المناديل الورقية التقليدية.

هناك ثلاثة أعشاب رئيسية لعلاج حساسية لجيوب الأنفية منها عشبتين لدعم الجهاز التنفسي وعشبة لدعم جهاز المناعة.

العشبة الأولى

النعناع الفلفلي او الحساوي او المديني ويسمى في بعض المناطق بالحبق واسمه بالأنجليزي Peppermint
هذه العشبة هي غير النعناع المغربي او النعناع الأخضر العادي المعروف ويمكن الحصول عليها من قسم الخضار بأي سوبرماركت وتستخدم لدعم الجهاز التنفسي ، تؤخذ هذه العشبة أثناء نوبة حساسية الجيوب الأنفية ، يغسل غصن صغير او غصنين طازجين ثم يوضعان بكوب ويضاف اليهما ورقة شاي ليبتون او اخضر ولا يضاف السكر بتاتاً ثم يضاف ماء مفلي على الجميع يغطى الكوب ويترك لمدة عشر دقائق قبل شربه ، يجب استنشاق البخار المتصاعد من الكوب اثناء ارتشاف رشفات خفيفة من العشب. هذه العشبة مفعولها سريع ومباشر حيث أنها تفتح مسامات الأنف فيشعر المصاب بالراحة مباشرة ويتوقف العطاس من فوره.

العشبة الثانية

تعرف بأسم ايوكالبتوس Eucalptus
موطن هذه العشبة الأصلي هو استراليا ومكوناتها تتسم بالزيوت الطيارة التي يصنع منها دهان (الفيكس) الخاص بالزكام وهي علاج محلي موروث عند سكان استراليا الأصليين منذ القدم للعداوي كمطهر ملحوظ له قدرة على توسيع القصبات الهوائية وايضا كمدفي ومقشع قوي لعدوى الصدر بما في ذلك التهاب القصبات الهوائية. يمكن الحصول على العشبة في شكل كبسولات من الصيدليات تحت نفس مسمى العشبة (أيوكالبتوس) وهي من تناج شركة (اركوفارما) الفرنسية. تؤخذ هذه العشبة عند نوبة حساسية الجيوب الأنفية حيث تؤخذ كبسولة واحدة بعد وجبة معتدلة بالليل وقبل النوم.

العشبة الثالثة

عشبة الأكيناسيا Echinacea
هذه العشبة تساند وتدعم جهاز المناعة بشكل مثير لأنها تحوي حمض الكافييك المدعم لجهاز المناعة ويجب استعمالها قبل نوبة الحساسية وليس خلالها. تباع العشبة على شكل اكياس شاي لدى مراكز بيع الفيتامينات والأعشاب الطبيعية مثل GNC أرمال. تعتبر الأكيناسيا مضاد حيوي طبيعي يعزز ويدعم وينبه جهاز المناعة وهي تستخدم لكل أنواع العدوى لأنها تعتبر أهم منبه للمناعة في طب الأعشاب الغربي. مصدرها الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية وقد استخدمتها قبائل الهنود الحمر كعلاج لألم الأسنان والتهاب الحلق ولدغ الثعابين والعقارب والعناكب السامة لأنه لها تأثير منبة عام على الدفاعات المناعية للجسم ويتم الآن دراستها كعلاج لفيروس الأيدز بالولايات المتحدة.

في الحلقة القادمة سنتحدث عن العلاج الثالث لحساسية الجيوب الأنفية بواسطة المعالجة الذهنية عن طريق قانون التجاذب The Law of Attraction


 
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب